×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 والطبول يطيره الشيطان من بينهم، وقد يدور عليهم القدح فيه ماء ويشربون منه دون أن يروا أحدًا يحمله، والذي يحمله الشيطان لكنهم لا يرونه، فهذا من الأحوال الشيطانية، وقد يضربه أحد ولا يرى الذي ضربه، وما هو إلا شيطان.

قوله: «وَيَضْرِبُ رَأْسَ أَحَدِهِمْ إذَا خَرَجَ عَنْ طَرِيقِهِمْ»، إذا خرج عن طريق الشياطين ضربوه. قوله: «وَيَكُونُ أَحَدُهُمْ فِي مَكَانٍ فَمَنْ نَزَلَ مِنْهُمْ عِنْدَهُ ضَيَّفَهُ طَعَامًا يَكْفِيهِمْ». يكون الإنسان فقيرًا، فيأتيه ضيوف ما عنده شيء، فيحضرون له الطعام واللحوم والفواكه، ولا يدري من أين جاءت! فيقول: هذه ولاية، هذه من كرامات الله. نقول: لا، هذا من الشيطان؛ لأن كرامات الله لا تكون إلا لمن كان مطيعًا لله متقيًا له، أما من يدع الصلاة والصوم ويفعل الفواحش وقد حضرت عنده هذه الأشياء، فهي خارق شيطاني وليست كرامة من الله سبحانه وتعالى.

قوله: «وَيَأْتِيهِمْ بِأَلْوَانِ مُخْتَلِفَةٍ. وَذَلِكَ مِنَ الشَّيَاطِينِ تَأْتِيهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ الْقَرِيبَةِ مِنْهُ، أَوْ مِنْ غَيْرِهَا تَسْرِقُهُ وَتَأْتِي بِهِ». الشياطين من أين تأتي بهذا الطعام، أو الفواكه؟ تسرقها من بيوت الناس ومزارعهم؛ لأن الشياطين ما عندهم فلاحون، لكنهم يأخذون من أموال الإنس ويذهبون بها إلى أوليائهم، يأخذونها من المحال والمتاجر والمزارع.

قوله: «وَهَذِهِ الأُْمُورُ كَثِيرَةٌ عِنْدَ مَنْ يَكُونُ مُشْرِكًا أَوْ نَاقِصَ الإِْيمَانِ مِنَ التُّرْكِ وَغَيْرِهِمْ، وَعِنْدَ التَّتَارِ مِنْ هَذَا أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ». ليت هذا الكلام المحقق من هذا الإمام ينشر على الناس، ويبين لهم؛ لأجل أن يهدي الله من يشاء؛ لأنهم مغرقون في هذه الأمور، ويتوارثونها، ولا أحد يبين لهم، فلو نشر هذا الكتاب وترجم لنفع الله به.


الشرح