وَأَمَّا الدَّاخِلُونَ
فِي الإِْسْلاَمِ إذَا لَمْ يُحَقِّقُوا التَّوْحِيدَ وَاتِّبَاعَ الرَّسُولِ،
بَلْ دَعَوْا الشُّيُوخَ الْغَائِبِينَ وَاسْتَغَاثُوا بِهِمْ، فَلَهُمْ مِنَ
الأَْحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ نَصِيبٌ بِحَسَبِ مَا فِيهِمْ مِمَّا يُرْضِي
الشَّيْطَانَ. وَمِنْ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ فِيهِمْ عِبَادَةٌ وَدِينٌ مَعَ نَوْعِ
جَهْلٍ يُحْمَلُ أَحَدُهُمْ، فَيُوقَفُ بِعَرَفَات مَعَ الْحُجَّاجِ مِنْ غَيْرِ
أَنْ يُحْرِمَ إذَا حَاذَى الْمَوَاقِيتَ، وَلاَ يَبِيتُ بمزدلفة، وَلاَ يَطُوفُ
طَوَافَ الإِْفَاضَةِ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ حَصَلَ لَهُ بِذَلِكَ عَمَلٌ صَالِحٌ
وَكَرَامَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ كَرَامَاتِ الأَْوْلِيَاءِ، وَلاَ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا
مِنْ تَلاَعُبِ الشَّيْطَانِ بِهِ.
فَإِنَّ مِثْلَ
هَذَا الْحَجِّ لَيْسَ مَشْرُوعًا وَلاَ يَجُوزُ بِاتِّفَاقِ عُلَمَاءِ
الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ هَذَا عِبَادَةٌ وَكَرَامَةٌ لأَِوْلِيَاءِ
اللَّهِ فَهُوَ ضَالٌّ جَاهِلٌ. وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ
وَالصَّحَابَةِ يَفْعَلُ بِهِمْ مِثْلَ هَذَا، فَإِنَّهُمْ أَجَلُّ قَدْرًا مِنْ
ذَلِكَ.
****
الشرح
قوله: «وَأَمَّا الدَّاخِلُونَ فِي الإِْسْلاَمِ
إذَا لَمْ يُحَقِّقُوا التَّوْحِيدَ وَاتِّبَاعَ الرَّسُولِ...». هذا ظاهر عن
الكفار الخلص، وكذلك من ادعى الإسلام لكن عنده انحراف وفعل الفواحش وطاعة الشيطان،
فإنه ينسلخ من الإسلام، وهو يظن أنه على الإسلام، ويعتبر هذه كرامات، وهي في
الحقيقة خدمات شيطانية، وليست كرامات.
قوله: «وَمِنْ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ فِيهِمْ عِبَادَةٌ وَدِينٌ مَعَ نَوْعِ جَهْلٍ». منهم من فيه عبادة، لكن عنده جهل لا يميز بين الأحوال الشيطانية والأحوال الإيمانية، فتحمله الشياطين لعرفة، ويظن أن هذا من إيمانه ومن كرامته على الله، وهو في الحقيقة من عمل الشيطان، بسبب الجهل وعدم العلم والغرور، وأيضًا بسبب الشائعات الخبيثة التي يروجونها في كتبهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد