×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 ودروسهم، فيذكرون أشياء كثيرة من هذه الأمور يشرحونها في دروسهم، حتى في المساجد، نسأل الله العافية. فلهم مظاهر دينية، وعليهم عمائم، ويظهرون بمظهر العلماء، وهم من هذه الأنواع الخبيثة.

قوله: «وَمِنْ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ فِيهِمْ عِبَادَةٌ وَدِينٌ مَعَ نَوْعِ جَهْلٍ». هذا الذي يغر الناس، الذي يظهر للناس أن فيه عبادة ودينًا، وهو في الأصل فيه ميول للشيطان وغرور بالشيطان، هذا هو الذي يضر الناس، أما الشرك الخالص والكافر الخالص، فهذا الناس يعرفونه ولا يلتفتون إليه، لكن المشكلة في الذي يتمسح بالإسلام ويدخل هذه الأمور على المسلمين، ويقول: كرامات الأولياء!

قوله: «يُحْمَلُ أَحَدُهُمْ فَيُوقَفُ بِعَرَفَات مَعَ الْحُجَّاجِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحْرِمَ إذَا حَاذَى الْمَوَاقِيتَ»، فهو لا يتقيد بالأوامر الشرعية، فدل على أنه ليس من أولياء الله، ويزعمون أن يذهب إلى الحج دون أن يركب راحلة أو سيارة أو طائرة أو حتى يمشي على قدمه؛ بل يقولون: إنه يطير في الهواء. فمن الذي يطيره وهو بشر مثلهم؟! لا يفكرون في هذا.

ثم أيضًا: هو لا يتقيد بمناسك الحج، فلا يحرم عند الميقات، ولا يذهب إلى البيت؛ لأن الشياطين ما تقرب البيت، ولا يطوف بالكعبة، ولا يسعى بين الصفا والمروة، ولا يؤدي مناسك الحج، إنما يذهب إلى عرفة ويقول: يكفي. فيأخذ كلام النبي صلى الله عليه وسلم على غير معناه، ويقول: النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحَجُّ عَرَفَةُ» ([1])، فيزعم أنه بوقوفه بعرفة قد أتم حجه، ولا يأتي ببقية مناسك الحج. ولا شك أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الحَجُّ عَرَفَةُ» صحيح، لكن معناه أن أعظم أركان الحج الوقوف بعرفة،


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (889)، والنسائي رقم (3016)، وابن ماجه رقم (3015).