×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ([1])، مع أن الدعاء نوع من أنواع العبادة، لكن هو أعظم أنواع العبادة، فالوقوف بعرفة أعظم أنواع الحج، وليس هو الحج كله.

قوله: «وَلاَ يَبِيتُ بمزدلفة وَلاَ يَطُوفُ طَوَافَ الإِْفَاضَةِ»، ولا يحرم أيضًا.

قوله: «وَيَظُنُّ أَنَّهُ حَصَلَ لَهُ بِذَلِكَ عَمَلٌ صَالِحٌ وَكَرَامَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ كَرَامَاتِ الأَْوْلِيَاءِ». رسول الله صلى الله عليه وسلم حج على راحلة، يمشي تارة، ويركب تارة، وكذلك الخلفاء الراشدون والصحابة رضي الله عنهم حجوا على أقدامهم وعلى الرواحل، وهم أكرم عند الله، وهم أفضل قرون هذه الأمة، ولا طاروا في الهواء، ثم يأتي هذا ويطير في الهواء، وهو لا يصلي ولا يصوم، ويقول: أنا من أولياء الله، وأنا لست بحاجة إلى الصيام، ولا إلى الصلاة، أنا وصلت إلى الله، وليس لي حاجة إلى العبادات!

قوله: «فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا الْحَجِّ لَيْسَ مَشْرُوعًا، وَلاَ يَجُوزُ بِاتِّفَاقِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ» أن يقف بعرفة فقط ويقول: حججت. هذا ليس الحج الذي شرعه الله جل وعلا للمسلمين، ولا يصح وقوفه بعرفة.

قوله: «وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ هَذَا عِبَادَةٌ وَكَرَامَةٌ لأَِوْلِيَاءِ اللَّهِ فَهُوَ ضَالٌّ جَاهِلٌ». من ظن أن هذا العمل الذي هو الذهاب إلى عرفة، والرجوع في يومه أو ليلته، ويقول: حججت، من زعم هذا أو صدق هذا، فهو ضال جاهل.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828)، وأحمد رقم (18352).