وَكَذَلِكَ الرُّقَى
وَالْعَزَائِمُ الأَْعْجَمِيَّةُ: هِيَ تَتَضَمَّنُ أَسْمَاءَ رِجَالٍ مِنَ
الْجِنِّ يُدْعَوْنَ، وَيُسْتَغَاثُ بِهِمْ، وَيُقْسَمُ عَلَيْهِمْ بِمَنْ
يُعَظِّمُونَهُ، فَتُطِيعُهُمُ الشَّيَاطِينُ بِسَبَبِ ذَلِكَ فِي بَعْضِ
الأُْمُورِ. وَهَذَا مِنْ جِنْسِ السِّحْرِ وَالشِّرْكِ، قال تعالى: ﴿وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ
ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ
كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ
بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ
إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ
مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا
يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ
مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ
يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 102].
****
الشرح
قوله: «وَكَذَلِكَ الرُّقَى وَالْعَزَائِمُ الأَْعْجَمِيَّةُ: هِيَ تَتَضَمَّنُ أَسْمَاءَ رِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ». الرقى: جمع رقية، وهي القراءة على المريض والمصاب، وكذلك نوع من الأدوية يسمونها رقى وعزائم، هذه الرقى إذا كانت من أسماء الله وصفاته، ومن القرآن الكريم، ومن الدعوات الشرعية، فلا بأس بها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ بَأْسَ بِالرُّقْيةِ مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا» ([1]). أمَّا إذا كانت شركًا ودعاء لغير الله بأسماء الشياطين، أو بأسماء لا يعرف معناها مجهولة، أو بحروف مقطعة وإشارات إلى غير الله عز وجل من شياطين الإنس، فإن هذه رقية محرمة شركية، وهذه كانت في الجاهلية، فلما جاء الإسلام أبطلها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا». فالرقية الشركية حرام وشرك بالله،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2200).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد