اكْتُبْ، قَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ
مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» »([1]) وهذا التقدير يعمُّ
جميع المخلوقات.
النوع الثاني: تقديرٌ مفصّل لهذا
التقدير العام وهو أنواع:
النوع الأول: التقدير العمري،
وهو ما يجري على كل إنسانٍ في مدة عمره في هذه الحياة، كما في حديث ابن مسعودٍ رضي
الله عنه في شأن ما يُكتَب على الجنين وهو في بطن أمه من كتاب أجله ورزقه وعمله
وشقاوته أو سعادته.
النوع الثاني: التقدير الحولي،
وهو ما يُقدَّر في ليلة القدر من وقائع العام، كما قال تعالى: ﴿فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ
أَمۡرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4].
النوع الثالث: التقدير اليومي،
وهو ما يُقدَّر من حوادث اليوم من حياةٍ وموتٍ وعزٍّ وذلٍّ وغير ذلك، كما في قوله
تعالى: ﴿كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ
فِي شَأۡنٖ﴾ [الرحمن: 29]، ولا بد للمسلم من الإيمان بالقدر بجميع
تفاصيله كما عليه أهل السنّة والجماعة، فمن جحد منها شيئًا لم يكن مؤمنًا بالقدر،
ومن لم يؤمن بالقدر فقد جحد ركنًا من أركان الإيمان، وكان من الفرق الضالة
المنحرفة.
ومع الإيمان بالقدر لا بد من الإيمان بأن الله جعل للعبد مشيئةً وقدرةً واختيارًا وتمييزًا بين الضارِّ والنافع، يعرف الخير ويستطيع أن يفعله بإرادته واختياره، ويعرف الشرَّ ويستطيع أن يتركه بإرادته واختياره، ولذلك صار يُثاب على فعل الخير، ويُعاقَب على فعل الشرِّ؛ لأن الكل فعله وكسبه بإرادته واختياره، والعاجِز والمكرَه والنَّاسِي لا يؤاخذون. إما لعدم القدرة وإما لعدم الإرادة.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2155)، والطيالسي رقم (578)، والحاكم رقم (3693).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد