ومشيئة العبد
وإرادته لا تخرجان عن مشيئة الله وإرادته، كما قال تعالى: ﴿وَمَا
تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ﴾ [الإنسان: 30]،
فأثبت للعبد مشيئته وربطها بمشيئته سبحانه وجعلها تابعة لها. وأمر سبحانه بالأعمال
الصالحة التي هي سببٌ للسعادة، ونهى عن الأعمال السيئة التي هي سببٌ للشقاوة، وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ»
»([1]) ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ
٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ
لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ
٨ وَكَذَّبَ
بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ ١﴾ [الليل: 5 - 10]،
رواه البخاري، والله سبحانه قد رتَّب الجزاء على العمل لا على القَدَر الذي قدَّره
على العبد فقال: ﴿وَلَا تُجۡزَوۡنَ
إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [يس: 54]، وقال تعالى: ﴿مَن
جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ خَيۡرٞ مِّنۡهَا وَهُم مِّن فَزَعٖ يَوۡمَئِذٍ
ءَامِنُونَ ٨ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ
هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ٩٠﴾ [النمل: 89، 90].
وبعض الناس قد
يُغالطون في مسألة القضاء والقدر ويفهمونه على غير مقصوده، فإذا أُمروا بالأعمال
الصالحة ونُهوا عن المعاصي، قالوا: إن كان الله قد قدَّر أننا من أهل السعادة
فسنكون من أهلها. وإن كان قدَّر أننا من أهل الشقاوة فسنكون من أهلها.
ولا يفعلون أسباب السعادة، ولا يتركون أسباب الشقاوة، وهؤلاء جهلةٌ مغالطون. لأن الله جعل لكل شيءٍ سببًا وربط النتائج بأسبابها، فإذا لم تعمل هذه الأسباب لم تحصل النتائج، فجعل الطاعة سببًا للثواب وجعل المعصية سببًا للعقاب، كما قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ ١﴾ [الليل: 5 - 10].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4666)، ومسلم رقم (2647)ـ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد