×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 الله سبحانه أن الذي يؤمن بالقضاء والقدر، يثبت عند المصائب ويصبر عند النوازل ويحتسب الأجر والثواب على مصيبته فتكون مصيبته خيرًا له وتكون عاقبته حميدة.

قال الله تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ [التغابن: 11].

قال عَلْقَمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويُسلِّم، ومعنى الآية الكريمة:

أن من أصابته مصيبةٌ فعلم أنها من عند الله وأن الله قدَّرها فصبر واحتسب هدى الله قلبه وعوَّضه عما فاته من الدنيا هُدًى في قلبه ويقينًا صادقًا في نفسه، وقد يخلف عليه ما كان أُخِذ منه أو خيرًا منه، كما قال تعالى﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥ [البقرة: 155- 157]. وقال تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ٢٢ ِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ ٢٣ [الحديد: 22، 23].

فأخبرنا سبحانه أنه قدَّر ما يجري من المصائب في الأرض والأنفس، وكتبه في اللوح المحفوظ قبل وقوعه.

ثم بَيَّن سبحانه أن الحكمة في إخباره لنا بذلك لأجل أن نطمئن فلا نجزع ولا نأسف عند المصائب، ولا نفرح عند حصول النِّعَم فرحًا ينسينا العواقب ونأمن به من مكر الله، بل نصبر عند الشدائد والسراء،


الشرح