والنية معناها: قصد
العمل تقربًّا إلى الله تعالى وطلبًا لمرضاته وثوابه ويدخل في ذلك نية العمل، ونية
المعمول له.
أما نية العمل فلا
تصح العبادة بأنواعها إلا بقصدها قصدًا يميز العبادة من العادة وأما نية المعمول
له فمعناها: إخلاص العمل لله في كل ما يقول ويفعل، قال الله تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ
لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف: 110]. وقال
تعالى: ﴿فَٱعۡبُدِ
ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ﴾ [الزمر: 2]، ﴿أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ﴾ [الزمر: 3]. فمن
عمل عملاً من الأعمال التي يتقرب بها إلى الله لا يريد به وجه الله وإنما يريد به
الرياء والسمعة أو يريد به مطمعًا من مطامع الدنيا فعمله حابط وهو معذَّب وليس
بمأجور. قال تعالى: ﴿مَن
كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ
أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ
١٥ أُوْلَٰٓئِكَ
ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ
فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ
١٦﴾ [هود: 15، 16].
إنَّ النية الصالحة تبلغ الإنسان ما لم يبلغه عمله، فمَن نوى عملاً صالحًا وشرع فيه ولم يستطع تكميله كمَّل الله له ثوابه وأجره، قال تعالى: ﴿وَمَن يَخۡرُجۡ مِنۢ بَيۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا﴾ [النساء: 100]. وإن نوى العمل الصالح ولم يستطع أداءه لعارض حال بينه وبينه كتب الله أجر ذلك العمل كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» ([1]). وفي الحديث الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في إحدى الغزوات: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2996).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد