×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

المراكب الجوية والبرية والبحرية في الطائرات والسيارات والقطارات والبواخر التي يذهب فيها جماعات من الناس في لحظة واحدة. ومن عقوبات المعاصي في الأمم المعاصرة تسليط الظلمة والجبابرة على الشعوب. وتسليط الأحزاب المتعارضة بعضها على بعض. وتسليط الكفار على المسلمين لما ترك المسلمون الجهاد وقصروا فيما أوجب الله عليهم، كما قال تعالى: ﴿قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ [الأنعام: 65].

ومن أعظم عقوبات المعاصي أنها تؤثر في القلوب مرضًا وظلمةً وقسوةً، كما قال تعالى: ﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ [المطففين: 14]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، وَإِنْ تَابَ مِنْهَا صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ» ([1]).

فذلك قول الله تعالى: ﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ [المطففين: 14] قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحسن البصري: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب ويموت...

فاتقوا الله -عباد الله- واحذروا المعاصي - فإننا في زمان عظمت فيه الفتنة بسبب اختلاط الأشرار بالأخيار لتقارب البلدان وسهولة المواصلات وتوفر وسائل الإعلام التي تنقل الشرور من الأغاني والمزامير والدعايات المغرضة بواسطة الإذاعات والتلفزيونات وأجهزة الفيديو بأفلامها المفسدة، حتى صار العالم كالبلد الواحد ما يحدث في أقصاه يصل إلى أقصاه في أسرع وقت مسموعًا ومرئيًّا ومقروءًا.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4244)، وأحمد رقم (7952)ـ