يجهلون لماذا خُلقوا
ولماذا خلقت السماء والأرض، ولماذا سخرت لهم هذه المخلوقات. لقد أصبح مفهوم العلم
والعلماء عند كثيرٍ من الناس في هذا العصر مخالفًا لمفهوم العلم الذي شرف الله
أهله في الدنيا والآخرة والذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب، فصار يطلق على الجهل
أنه علمٌ، لقد تغيرت المفاهيم، وانقلبت الموازين، فصار الجهل علمًا والسفاهة
حلمًا، والحق باطلاً، والباطل حقًّا.
عباد الله: ومن الآيات والعبر
التي بين أيدينا، تقلب الليل والنهار، وتصرُّم الأعمار، وخراب العامر من الديار،
ورحيل الآباء والأبناء والجيران من الدور والقصور إلى ضيق القبور، قال الله تعالى:
﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦ وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ
ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٢٧﴾ [الرحمن: 26، 27] ﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ﴾ [آل عمران: 185] ﴿قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ
إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ﴾ [السجدة: 11] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَكْثِرُوا
مِنْ ذِكْرِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ» ([1]) وأمر صلى الله عليه
وسلم بزيارة القبور وقال: «إِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآْخِرَةَ» ([2]) لأن من يذكر الموت
وشدته، والقبر ووحدته، والحساب وروعته، والميزان وخفته، والصراط ودقته كيف يتلذذ
بالدنيا؟ وكيف يتمادى في المعاصي؟ وكيف يلهو بجمع الحطام وهو في غنى عنه ويترك
العمل وهو بحاجةٍ إليه، وكيف يعصي ربه وهو في قبضته وملاقيه ومرده إليه؟
عباد الله: ومن العظات البالغة ما يجري في العالم المعاصر من الحوادث المروِّعة والأمراض الفتاكة. ففي كل يومٍ تسمعون وتقرءون
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2307)، والنسائي رقم (1824)، وابن ماجه رقم (4258).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد