أيها المسلمون: إن أعداءكم دائمًا
يخططون لإهلاككم وإيقاع الضرر بكم بكل وسيلةٍ، كما قال الله عنهم: ﴿لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا
وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا
تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ﴾ [آل عمران: 118] ومن أخبث المخططات وأفتك الأسلحة التي
غزوكم بها في هذا الزمان: سلاح المخدرات، فهم يزرعون المخدرات ويصنعونها ويصدرونها
إليكم ويروِّجونها بينكم بطرقٍ متنوعةٍ وخفيةٍ يستخدمون فيها شياطين الإنس من تجار
الدمار الذين يقومون بجلب هذه المخدرات وبيعها في ديار المسلمين، وهؤلاء
المروِّجون يستحقون أشد العقوبات؛ لأنهم يسعون في الأرض فسادًا، ويجب على من علم
بهم أن يبلغ عنهم السلطة لردعهم وكف شرهم. وهذا من التعاون على البر والتقوى ومن
النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم ولا يجوز التستر عليهم والشفاعة فيهم.
أيها المسلمون: إن المخدرات أشر
من الخمر؛ لأنها تفسد العقل والمزاج وتقتل الغيرة في الإنسان، فهي تشارك الخمر في
الإسكار، وتزيد عليه في كثرة الأضرار، وقد ذكر بعض العلماء فيها مائةً وعشرين
مضرةً دينيةً ودنيويةً.
فمن أضرارها
الدينية: أنها تُنسِي ذكر الله وتُذهِب الحياء والمروءة، وتسبب ترك الصلاة والوقوع
في المحرمات.
ومن مضارَّها البدنية: أنها تُفسِد العقل، وتقطع النسل، وتُولِد الجذام، وتُورِث البرص، وتُجلِب الأسقام، وتحرق الدم، وتضيق النفس، وتُفتِّت الكبد، وتُحدِث البخر في الفم، وتُضعِف البصر، وتُجلِب الهموم والوساوس، وتُخبِل العقل، وتُورِث الجنون، وتُورِث قلة الغيرة وزوال الحمية، حتى يصير آكلها ديوثًا، وتفسد الأمزجة حيث
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد