رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «قَوْمٌ يَخْضِبُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ
الْحَمَامِ، لاَ يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» ([1]) وهذا وعيدٌ شديدٌ
لمن فعل ذلك.
وبعضهم يجمع بين
المعصيتين فيقص لحيته ويصبغ الباقي منها بالسواد، كما زين الشيطان لبعض النساء أخذ
حواجبهن، وهو النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعلته بنفسها أو بغيرها،
فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة، والمتنمصة، كما في الحديث الذي رواه
البخاري ومسلمٌ وغيرهما، والنمص هو أخذ شعر الحاجب وترفيعه، تزعم من فعلته أنه
تجملٌ، وهو في الواقع تغيير لخلق الله، وهو مما يأمر به الشيطان كما قال الله
تعالى عنه: ﴿وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ﴾ [النساء: 119] كما زين الشيطان لبعض النساء وبعض الشباب
إطالة أظافرهم مخالفةً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أمر بتقليم الأظافر،
فصاروا يطيلونها تشبهًا بالكفار ومخالفةً للسنة، وكل هذه الأمور التي يفعلونها من
حلق اللحى أو صبغها بالسواد وإطالة الشوارب والأظافر وإزالة النساء لشعر الحواجب
يظنون أنها من التجمل. وهي في الواقع تشويهٌ وتقبيحٌ للصورة الآدمية ومخالفةٌ
للفطرة، لكن الشيطان زينها لهم فاستحسنوها كما قال تعالى: ﴿أَفَمَن
زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ﴾ [فاطر: 8].
ومن التجميل الذي شرعه الله ورسوله التجمل في اللباس، قال الله تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ﴾ [الأعراف: 26]. فقد امتنَّ الله سبحانه على عباده بأن أوجد لهم لباسًا يسترون به عوراتهم، ويجمِّلون به هيئاتهم الظاهرة، وذكَّرهم لباسًا أحسن منه وهو لباس التقوى الذي يجمِّل ظاهرهم وباطنهم فقال:
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4212)، والنسائي في « الكبرى » رقم (9346).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد