×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

إنَّ الله يبتلي الإنسان بالمال؛ ليتجلى موقفه منه، هل يشكر النعمة أو يكفرها؟ هل يؤدي حق المال أو يبخل به؟ هل يقتصر على الكسب الحلال؟ أو يتجاوز إلى الحرام؟

ويبتلي بعض الناس بالأولاد ليتجلى موقفه منهم، هل يربونهم التربية الحسنة ويأمرونهم بطاعة الله وينهونهم عن معصيته، ويراقبون تحركاتهم وتصرفاتهم؟ وهل يقدمون محبة هؤلاء الأولاد على محبة الله ورسوله، إذا تعارضت المحبتان أو بالعكس؟ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ وَأَوۡلَٰدِكُمۡ عَدُوّٗا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ وَإِن تَعۡفُواْ وَتَصۡفَحُواْ وَتَغۡفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ١٤ إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ١٥ [التغابن: 14، 15].

ومن فتنة الأموال، والأولاد أنها قد تشغل عن ذكر الله وقد حذَّر الله من ذلك وأخبر أن من اشتغل بماله عن ذكر الله فهو الخاسر الذي لا يربح ولا يفلح أبدًا. قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [المنافقون: 9].

وأخبر سبحانه أنه قد يُعطي المال والولد عقوبةً واستدراجًا للعبد. قال تعالى في المنافقين: ﴿فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ [التوبة: 55].

وقال في الكفار: ﴿فَذَرۡهُمۡ فِي غَمۡرَتِهِمۡ حَتَّىٰ حِينٍ ٥٤ أَيَحۡسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِۦ مِن مَّالٖ وَبَنِينَ ٥٥  نُسَارِعُ لَهُمۡ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ بَل لَّا يَشۡعُرُونَ ٥٦ [المؤمنون: 54- 56].

نعم إن من الناس -وخاصة في هذا الزمان- مَن إذا زاد ماله زاد إعراضه عن الله فأضاع الصلاة واتبع الشهوات، ومنع الزكاة، وملأ بيته


الشرح