×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ»([1]).

فلو نفَّذت فيهم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في وقته أعانك الله وسهل قيادهم، ولكن ضيعتهم فضاعوا، فاجنِ الآن ثمرات تضييعك وسوء صنيعك.

فاتقوا الله -أيها الآباء- في أولادكم وأحسنوا تربيتهم ليكونوا لكم قرة أعين في حياتكم وخلفًا صالحًا بعد وفاتكم، ولا تهملوهم فيكونوا عذابًا لكم في حياتكم وخلفًا سيئًا بعد وفاتكم.

هذا، وإن من الآباء من يكون قدوة سيئة لأولاده ويكون سببًا في إفسادهم؛ لأنه يتعاطى أمامهم المسكرات والمخدرات، ويتكاسل عن الصلاة. ويملأ بيته بالمنكرات وآلات اللهو كالفيديو بأفلامه الخليعة ومسلسلات التمثيليات التي دسَّها الكفار على المسلمين لإفساد عقائدهم وأخلاقهم، وأشرطة الأغاني الماجنة التي تدعو إلى العشق والغرام وتصف الخدود والنهود وكل ما يغري بالفحش والإجرام.

فماذا تتصورون من تأثير هذا الوالد الخائن لأمانته على سلوك أولاده. إن مثل هذا الوالد يجب أن يودع في دور الرعاية أو مستشفى المجانين حتى يعتدل سلوكه، أو يسلم الأطفال الأبرياء من شره. نسأل الله العافية والسلامة.

ومن الابتلاء والامتحان ابتلاء المسلمين بالكفار والمنافقين؛ ليقوم المسلمون بجهاد هؤلاء باللسان والسلاح حتى يكفوا شرهم ويردوا عدوانهم ويزيلوا كفرهم وطغيانهم، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ [التوبة: 73]، قال


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).