تعالى: ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ
فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ
أَوۡزَارَهَاۚ ذَٰلِكَۖ وَلَوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَاْ
بَعۡضَكُم بِبَعۡضٖۗ﴾ [محمد: 4]. وقال تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا
بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضٖ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرٗا﴾ [الفرقان: 20].
فالرسول فتنة
للمرسَل إليهم، واختبار للمطيعين من العاصين، والرسل فتنَّاهم بدعوة الخلق هل
يصبرون على ذلك أو لا؟ والغني فتنة للفقير حينما يراه في غنًى وهو في فقر هل يرضى
بقضاء الله أو يتسخط؟ والفقير فتنة للغني حينما يراه في فقره وحاجته وهو قد أغناه
الله هل يشكر الله حيث فضَّله عليه أو لا؟ والعاصي فتنة للمستقيم على الطاعة هل
ينكر عليه ويأمره بالمعروف وينهاه عن المعصية أو يتركه على حاله؟ وهكذا سائر أصناف
الخلق في هذه الدار، دار الفتن والابتلاء والاختبار، والحكمة في ذلك كله بينها
سبحانه بقوله: ﴿أَتَصۡبِرُونَۗ﴾ [الفرقان: 20] بأن
يقوم كل منكم تجاه هذه الفتنة بما يجب عليه من العمل بما يخلِّصه منها فتستحقون
المثوبة، أم لا تصبرون فتسقطون في هذا الامتحان فتستحقون العقوبة؟
ثم قال تعالى: ﴿وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرٗا﴾ [الفرقان: 20] يرى
ويعلم أحوالكم وما يصدر منكم ويرى مواقفكم من هذه الفتن فيجازي كلًّا بما يستحق.
والمصائب التي يجريها الله على العباد فتنة وابتلاء ليتميز الصابر من الجزوع. قال تعالى:﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد