ارتفاعها العنان وهو
السحاب فإن الله يغفرها، وقد أمر الله بالاستغفار في مواضع من كتابه ومدح أهله
ووعدهم بمغفرة ذنوبهم وتكفير خطاياهم، ولا بد مع الاستغفار من عدم الإصرار على الذنب،
بمعنى أن المستغفِر يترك الذنوب المستغفر منها فإن لم يتركها لم ينفعه الاستغفار؛
لأنه حينئذ يكون استغفارًا باللسان فقط، والله تعالى يقول: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا
فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ
فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ
يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [آل عمران: 135].
وللاستغفار ساعات يرجى قبوله فيها أكثر من غيرها، كأدبار الصلوات، ووقت الأسحار، قال تعالى: ﴿وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ﴾ [آل عمران: 17]، وقال تعالى: ﴿وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ [الذاريات: 18] وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على الله ثم بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة. كما ثبت في الصحيح عن شدَّاد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ:اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذُنبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ» ([1]). وينبغي الإكثار من الاستغفار اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم. ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَاللهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» ([2])) وينبغي أن يقرن الاستغفار بالتوبة. فيقول: أستغفر الله وأتوب إليه، كما في هذا الحديث، وكما في قوله تعالى:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6306).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد