×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

ومنها: أن يُرى الهلال سلعة يطلع فيقال لليلتين؛ لانتفاخه وكبره روى معناه الطبراني عن ابن مسعود، وفي لفظ: (من أشراط الساعة انتفاخ الأهلة) بالخاء المعجمة أي عظمها، وروي بالجيم، ومنها اتخاذ المساجد طرقًا. إلى أن قال: ومنها ما في صحيح البخاري وغيره من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: «ألا أحدثكم» ([1]) لأحدثنكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَكْثُرَ الْجَهْلُ، وَيَكْثُرَ الزِّنَا، وَيَكْثُرَ شُرْبُ الْخَمْرِ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، وَيَكْثُرَ النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ» ([2]) وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ، فَكَرِهَ مَا قَالَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ. حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟» فَقَالَ: هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَْمَانَةُ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» قَالَ: «كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟» قَالَ: «إِذَا وُسِّدَ الأَْمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ» ([3]).

النوع الثالث: من أمارات الساعة العلامات العِظام. والأشراط الجِسام التي تعقبها الساعة، ومنها: خروج المهديّ، والمسيح الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وهدم الكعبة، والدخان، ورفع القرآن، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة،


الشرح

([1])  استبدال من طبعة دار المعارف.

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5231)، ومسلم رقم (2671).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (59).