رابعًا: ومن عناية الإسلام
بالشباب الاهتمام بتربيتهم إذا بلغوا سنَّ التمييز وصار عندهم الإدراك فحينئذ
يُبْدأ بتوجيههم إلى الدين. يقول صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ
بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ
أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1]) وهذا مما يدل على
أن الإسلام يهتم بالشباب ويتطور معهم في التوجيه من سن إلى أخرى حسب استطاعتهم
ومداركهم، كذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى
الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ
يُمَجِّسَانِهِ» ([2]) فالمولود يولد على
الفطرة، وهذه الفطرة إذا ما حافظ عليها أبواه ووجهاها إلى الخير اتجهت نحو الخير
لأنها تربة صالحة، أما إذا انحرف الأبوان في تربية الطفل فإن فطرته تفسد وتنحرف
بحسب تربية الوالد؛ فإن كان الوالد يهوديًّا أو نصرانيًّا أو مجوسيًّا نشأ الطفل
على هذه الديانة الخبيثة وفسدت فطرته، أما إذا كان أبوه مسلمًا صالحًا فإنه يحافظ
على هذه الفطرة التي أودعها الله في هذا الطفل وينمِّيها ويزكِّيها ويتعهدها
«ويتعاهدها» ([3]).
خامسًا: ومما يدل على الاهتمام بأمر الشباب من سنٍّ مبكرة أن الله تعالى أمر الولد حينما يدرك الكبر والداه أو أحدهما أن يحسن إليهما أو إلى الموجود منهما وأن يتذكر تربيتهما له يوم أن كان صغيرًا ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ٢
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد