ثانيًا: الزواج يحصل به السكن النفسي والراحة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ﴾ [الروم: 21] فإذا تزوَّج الشاب سكنت نفسه عن الاضطراب والقلق وارتاح ضميره؛ لأن الشاب بدل ما يكون مزعزع الفكر؛ فإن تزوُّجه من أسباب سكون نفسه وطمأنينته وارتياحه، وبالتالي يكون سببًا في خيرات كثيرة تترتب عليه.
ومن فوائد الزواج المبكر حصول الأولاد الذين تقرّ بهم أعين والديهم، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ﴾ [الفرقان: 74].
فهذا مما يشجع الشاب ويقنعه بأن يقبل على الزواج، كما أن الأولاد، أيضًا هم شطر زينة الحياة الدنيا ﴿ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ﴾ [لكهف: 46] فالأولاد بهم زينة للحياة الدنيا، والإنسان يطلب الزينة، وكما أنه يطلب المال كذلك يطلب الأولاد لأنهم يعادلون المال في كونهم زينة الحياة الدنيا. هذا في الدنيا، ثم في الآخرة يجري نفعهم على آبائهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1]) فالأولاد إذًا فيهم مصالح عظيمة في الحياة وبعد الموت.
كذلك في الزواج المبكر حصول الأولاد فتكثر الأمة الإسلامية، وتكثير المجتمع الإسلامي والإنسان مطلوب منه أن يشارك في بناء المجتمع الإسلامي يقول صلى الله عليه وسلم: «تَزَوَّجُوا؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُم يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([2])
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد