الحروف خفيفةٌ على
اللسان ثقيلةٌ في الميزان، فقد روى ابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيدٍ الخدري
رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قَالَ مُوسَى عليه السلام:
يَا رَبِّ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ وَأَدْعُوكَ بِهِ قَالَ: يَا مُوسَى:
قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، قَالَ: كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هَذَا. قَالَ: يَا
مُوسَى لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي،
وَالأَْرَضِينَ السَّبْعَ، فِي كِفَّةٍ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فِي كِفَّةٍ،
مَالَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» »([1]).
· وهذه الكلمة العظيمة لها ركنان:
الركن الأول: النفي، وهو نفي
الإلهية عما سوى الله من سائر المخلوقات.
والركن الثاني: الإثبات. وهو
إثبات الإلهية لله سبحانه، وبهذا يتضح معناها وأنه البراءة من الشرك والمشركين،
وإخلاص العبادة لله وحده، وهذا معنى قول الخليل عليه السلام لأبيه وقومه: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ
لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦٓ إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ٢6 إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ ٢7﴾ [الزخرف: 26، 27]،
وهو معنى قوله تعالى: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ
وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ
لَهَاۗ﴾[البقرة: 256].
فالمسلم عندما يقول هذه الكلمة يعلن البراءة من الشرك والمشركين ويلتزم بعبادة الله وحده مخلصًا له الدين؛ فإن وفّى بها الالتزام فقد حقق دين الإسلام، وفاز بدار السلام، وإلا فمجرد النطق بها من غير عملٍ بمدلولها ومقتضاها لا يفيد الإنسان شيئًا؛ فإن المنافقين كانوا يقولونها بألسنتهم ولا يعتقدونها بقلوبهم فصاروا في
([1]) أخرجه: النسائي في « الكبرى » رقم (10670)، وابن حبان رقم (6218)، وأبو يعلى رقم (1393).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد