×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

وفسر النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة بأنها ذكرك أخاك بما يكره، والغيبة محرمة بالإجماع تحريمًا شديدًا، وقد شبهها بأكل اللحم من الإنسان الميت، فقال سبحانه: ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ [الحجرات: 12].

أي: كما تكرهون هذا طبعًا فاكرهوا ذلك شرعًا، فإن عقوبته أشد من هذا.

ومن حقوق الأخوة الإيمانية والإسلامية: التعاون بين المسلمين على البر والتقوى، والتعاون على تحصيل مصالحهم ودفع المضار عنهم، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ [المائدة: 2].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» ([1]).

فالمسلم يفرح لفرح أخيه المسلم ويسره ما يسره، ويتألم لألم أخيه..

ومن حقوق الأخوة الإيمانية والإسلامية: التناصح بين المسلمين والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، قال تعالى: ﴿وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ [التوبة: 71].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2586).