×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

«لاَ يَبِعِ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلاَ يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَتِهِ» ([1]) وفي روايةٍ: «لاَ يَسُمْ عَلَى سَوْمِهِ» ([2]).

ومما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: التناجش بين المسلمين، وهو أن يزيد في السلعة المعروضة للبيع من لا يريد شراءها، وإنما يريد رفع قيمتها على المشتري، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ» ([3]).

والتدابر: أن يعرض عن الإنسان ويهجره «ويجعله» ([4]) كالشيء الذي وراء الظهر والدبر.

من حقوق المسلمين بعضهم على بعض: التزاور فيما بينهم، وإفشاء السلام، وقضاء حوائجهم، والرفق بضعفائهم، وتوقير كبارهم ورحمة صغارهم وعيادة مرضاهم واتباع جنائزهم، قال صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلاَمِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ» ([5]) متفق عليه.

ومن حقوق المسلمين: دعاء بعضهم لبعض، قال تعالى: لما ذكر المهاجرين والأنصار: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحشر: 10]، وقال تعالى: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ [محمد: 19].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2140)، ومسلم رقم (1412).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1413).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (5717)، ومسلم رقم (2558).

([4])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([5])  أخرجه: البخاري رقم (1240)، ومسلم رقم (2162).