النبي صلى الله عليه
وسلم قال: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ»
([1]) يعني: أن العبد إذا
اتقى الله، وحفظ حدوده، وراعى حقوقه في حال رخائه، فقد تعرف بذلك إلى الله، وصار
بينه وبين ربه معرفةً خاصةً فيعرفه ربه في الشدة ويراعي له تعرفه إليه في الرخاء،
فينجيه من الشدائد.
وفي الحديث: «وَمَا
تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُه
عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى
أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ،
وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ
الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِن سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ
اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» ([2])، رواه البخاري.
فمن عامل الله
بالتقوى والطاعة في حال رخائه عامله الله باللطف والإعانة في حال شدته، كما قال
تعالى عن نبيه يونس لما التقمه الحوت: ﴿فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ ١٤٣ لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ
إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٤٤﴾ [الصافات: 143،
144].
أي لولا ما تقدم له
من العمل الصالح في الرخاء، وقيل: لولا أنه كان من المصلين قبل ذلك ﴿لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ
إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ﴾ [الصافات: 144].
أي: لصار له بطن الحوت قبرًا إلى يوم القيامة، قال بعض السلف: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس كان يذكر الله فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى: ﴿فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ ١٤٣ لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٤٤﴾ [الصافات: 143، 144]،
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2804)، وعبد بن حميد رقم (636)، والحاكم رقم (6303).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد