وإن فرعون كان
طاغيًا ناسيًا لذكر الله ﴿حَتَّىٰٓ إِذَآ أَدۡرَكَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ} [يونس: 90]، فقال
الله تعالى: ﴿ءَآلۡـَٰٔنَ
وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ﴾ [يونس: 91].
ومن أعظم موانع
الدعاء: أكل الحرام، وشرب الحرام، ولبس الحرام، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم:
«الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى
السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ،
وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ»
([1])، رواه مسلم، فقد
أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن التمتع بالحرام أكلاً وشربًا ولبسًا وتغذيًا
أعظم مانعٍ من قبول الدعاء.
وفي الحديث: «أَطِبْ
مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ» ([2]).
وقد ذكر عبد الله
ابن الإمام أحمد في كتاب «الزهد» قال: «أصاب بني إسرائيل بلاءٌ، فخرجوا مخرجًا،
فأوحى الله عز وجل إلى نبيهم أن أخبرهم أنكم تخرجون إلى الصعيد بأبدانٍ نجسةٍ،
وترفعون إليَّ أكفًا قد سفكتم بها الدماء، وملأتم بهم بيوتكم من الحرام، الآن حين
اشتد غضبي عليكم لن تزدادوا مني إلا بعدًا» فتنبهوا لأنفسكم أيها الناس، وانظروا
في مكاسبكم ومآكلكم ومشاربكم وما تغذون به أجسامكم، ليستجيب الله دعاءكم وتضرعكم.
ومن موانع قبول الدعاء: عدم الإخلاص فيه لله، لأن الله تعالى يقول: ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [غافر: 14] وقال تعالى: ﴿فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1015).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد