×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

فالذين يدعون معه غيره، من الأصنام، وأصحاب القبور والأضرحة، والأولياء والصالحين، كما يفعل عُبَّاد القبور اليوم من الاستغاثة بالأموات، هؤلاء لا يستجيب الله دعاءهم إذا دعوه لأنهم لم يخلصوا له، وكذلك الذين يتوسلون في دعائهم بالموتى فيقولون: نسألك بفلانٍ أو بجاهه، هؤلاء لا يُستجاب لهم دعاءٌ، لأن دعاءهم مبتدعٌ غير مشروعٍ، فالله لم يشرع لنا أن ندعوه بواسطة أحدٍ ولا بجاهه، وإنما أمرنا أن ندعوه مباشرةً من غير واسطة أحدٍ، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ [البقرة: 186]، وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ} [غافر: 60].

فاحذروا من الأدعية الشركية والأدعية المبتدعة التي تروج اليوم.

ومن موانع قبول الدعاء: أن يدعو الإنسان وقلبه غافلٌ، فقد روى الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِْجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ» ([1]).

ومن موانع قبول الدعاء: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ» ([2])، رواه الترمذي.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3479)، وأحمد رقم (6655).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2169)، وأحمد رقم (23327).