قال الإمام ابن
القيم: الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلف عنه
أثره: إما لضعفه في نفسه، بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإما
لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء، فيكون بمنزلة القوس
الرخو جدًا، فإن السهم يخرج منه خروجًا ضعيفًا، وإما لحصول المانع من الإجابة من
أكل الحرام، ورين الذنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها
عليها، قال: والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله
ويرفعه أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن- كما روى الحاكم في «مستدركه» من حديث
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ
سِلاَحُ الْمُؤْمِنِ، وَعِمَادُ الدِّينِ، وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ»
([1]) وروى الحاكم أيضًا
من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدُّعَاءُ
يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ، وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللهِ
بِالدُّعَاءِ» ([2]) فاتقوا الله -عباد
الله- وألحوا على ربكم في الدعاء: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ»
([3]).
فالدعاء هو أعظم أنواع العبادة، لأنه يدل على التواضع لله، والافتقار إلى الله، ولين القلب والرغبة فيما عنده، والخوف منه تعالى، والاعتراف بالعجز والحاجة إلى الله، وترك الدعاء يدل على الكبر وقسوة القلب والإعراض عن الله، وهو سببٌ لدخول النار، قال تعالى:
([1]) أخرجه: أبو يعلى رقم (439)، والحاكم رقم (1812).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد