×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

أما ثمراتها فنيل محبة الله سبحانه، ومغفرة الذنوب، والرحمة منه سبحانه.

سادسًا: أن العبادة لا تسقط عن المكلف من بلوغه عاقلاً إلى وفاته، قال تعالى: ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ [آل عمران: 102]، وقال: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ [الحجر: 99].

عباد الله: والعبادة لها أنواعٌ كثيرةٌ فهي اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.

فالصلاة والزكاة والصيام والحج من أعظم أنواع العبادة، وهي أركان الإسلام، وكذلك الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة هي من أنواع العبادة، كصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهد والنصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد، والإحسان إلى الجار، واليتيم، والمسكين، والمماليك من الآدميين، والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأعمال القلوب من حب الله ورسوله، وخشية الله، والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، فالدين كله داخلٌ في العبادة، وأعظم أنواع العبادة أداء ما فرضه الله وتجنب ما حرمه الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُه عَلَيْهِ» ([1]).

فأداء الفرائض أفضل الأعمال كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أفضل الأعمال أداء ما افترض الله، والورع عما حرم


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6137).