الله، وصدق الرغبة
فيما عند الله، وذلك أن الله تعالى إنما افترض على عباده الفرائض ليقربهم عنده
ويوجب لهم رضوانه ورحمته، وأعظم فرائض البدن التي تقرب إليه -الصلاة- كما قال
تعالى: ﴿وَٱسۡجُدۡۤ
وَٱقۡتَرِب۩﴾ [العلق: 19].
وقال النبي صلى الله
عليه وسلم: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ» ([1]).
وقال: «إِنَّ
الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ» ([2])، ولكن هذه الصلاة
خف ميزانها اليوم عند كثيرٍ من الناس، كما قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ
ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا
٥٩ إِلَّا
مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡٔٗا ٦٠} [مريم: 59، 60].
والعجب أن بعضهم
يأتي ببعض النوافل أو كثيرٍ منها وهو مضيع للصلاة، فنراه يحج ويعتمر وهو مضيع
للصلاة، ومنهم من يكثر من الصدقات والتبرعات وهو لا يؤدي الزكاة المفروضة، ومنهم
من يحسن أخلاقه مع الناس وهو عاقٌ لوالديه، قاطعٌ لرحمه، سيء الخلق مع زوجه
وأولاده، ولا شك أن العدل في الرعية من الفرائض الواجبة، سواءٌ كانت رعية عامة
كالحاكم، أو رعية خاصة كالرجل مع أهل بيته.
قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([3])، وفي «صحيح مسلم» عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (482).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد