عِنْدَ اللَّهِ
تَعَالَى عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَلَى يَمِينِ الرَّحْمَنِ، الَّذِينَ
يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا» ([1]).
وأعظم رعاية الأهل
والأولاد أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وإلزامهم بأداء الصلاة، ومنعهم من
سماع الأغاني والمعازف والمزامير ومشاهدة الأفلام الخليعة والمسلسلات التي تحمل
أفكارًا مسمومة، أو تشغل عن طاعة الله وذكره، وبعض الآباء الذين هم أشباه رجالٍ،
وليسوا برجالٍ يجلبون هذه الآفات إلى بيوتهم ويتركونها تفتك في أخلاق أولادهم
ونسائهم.
إن عباد الله حقًا
هم الذين يعمرون بيوتهم بطاعة الله ويربون أولادهم ونساءهم على عبادة الله.
قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ
لِرَبِّهِمۡ سُجَّدٗا وَقِيَٰمٗا ٦٤ وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ٦٥ إِنَّهَا سَآءَتۡ مُسۡتَقَرّٗا وَمُقَامٗا ٦٦} [الفرقان: 64- 66].
إن عباد الله هم
الذين يدعون الله أن يصلح أزواجهم وذريتهم.
﴿وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا
وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].
عباد الله: إن العبادة لا تنحصر في حدِّ ضيق، ولكنها تشمل كل ما شرعه الله من الأقوال والأعمال والنيات، فهي تشمل أقوال اللسان وحركات الجوارح ومقاصد القلوب، بل تشمل كل حياة المسلم، حتى أكله وشربه ونومه، إذا نوى بذلك التقوى على طاعة الله، بل حتى معاشرته لزوجته إذا نوى بها التعفف عن الحرام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
([1]) أخرجه: النسائي رقم (5379)، وابن المبارك في « الزهد » رقم (1484).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد