الاحتفال في هذه الليلة، ولا بما يُنقَل في
وسائل الإعلام من الصور المرئية أو الصوتية لتلك الاحتفالات البدعية، لأن هؤلاء
قومٌ عاشوا في البدع وأَلِفوها حتى صارت أحب إليهم من السنن وصار الدين عنهم مجرد
إقامة احتفالاتٍ، وإحياء مناسباتٍ وذكرياتٍ، كفعل النصارى في تتبع آثار الأنبياء
أو تتبع الأزمنة التي جرت فيها أحداثٌ لهم، وعمل أعيادٍ واحتفالاتٍ لإحياء
ذكرياتها أو التبرك بمناسباتها، وقد نُهينا عن ذلك.
قال الإمام ابن
القيم رحمه الله: بل غار حراءٍ الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي وكان يتحراه قبل النبوة
لم يقصده هو ولا أحدٌ من أصحابه بعد النبوة مدة مقامه بمكة، ولا خصَّ اليوم الذي
أُنزِل عليه فيه الوحي بعبادةٍ ولا غيرها، ولا خصَّ المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي
ولا الزمان بشيءٍ.
ومن خصَّ الأمكنة
والأزمنة من عنده بعباداتٍ لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا
زمان أحوال المسيح مواسم وعباداتٍ، كيوم الميلاد ويوم التعميد وغير ذلك من أحواله،
وقد رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه جماعةً يتبادرون مكانًا يصلون فيه، فقال: ما
هذا؟ قالوا: مكانٌ صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتريدون أن تتخذوا
آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا، فمن أدركته فيه الصلاة فليصل
وإلا فليمض.
فاتقوا الله -عباد الله- واحذروا البدع وأهلها وحذروا منهما، فإنهما وباءٌ خطيرٌ على دين المسلمين، وتمسكوا بكتاب ربكم وسنة نبيكم، ففيهما النجاة والخير والفلاح العاجل والآجل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد