لله ولرسوله، فإن
الكفار أبو أن يسمعوا كلام الله، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسۡمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ
وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ﴾ [فصلت: 26]،
واليهود: ﴿قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا﴾ [البقرة: 93]، والمنافقون: ﴿قَالُواْ سَمِعۡنَا وَهُمۡ
لَا يَسۡمَعُونَ﴾ [الأنفال: 21].
فهم يظهرون أنهم قد
سمعوا واستجابوا وهم ليسوا كذلك، فهم يسمعون بآذانهم ولا يسمعون بقلوبهم، ثم أخبر
سبحانه أن هذه الأصناف من بني آدم هم شر الخلق والخلقة، فقال سبحانه: {إ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِينَ
لَا يَعۡقِلُونَ﴾ [الأنفال: 22].
أي: الصم عن سماع
الحق، البكم عن فهمه والنطق به، ووصفهم بأنهم: ﴿لَا يَعۡقِلُونَ﴾أي: ليست لهم عقولٌ صحيحةٌ يفكرون بها في العواقب، وإنما
عقولهم لا تعدو التفكير بحاضرهم الدنيوي وملاذهم العاجلة، فهم كالبهائم التي لا
همَّ لها إلا فيما تأكل في بطونها، ولا تفكر في مستقبلٍ ولا تستعد لحياةٍ أخرى،
لكنهم شرٌّ من البهائم، لأن البهائم مطيعةٌ لله فيما خلقها له، وهؤلاء خُلقِوا
للعبادة فكفروا، ولهذا قال سبحانه: ﴿إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 44].
عباد الله: إنه مطلوبٌ من المسلم أن يستمع إلى كلام الله إذ يُتلى، والاستماع إلى أحاديث رسوله إذ تُروى استماع تَفَهُمٍ وإدراكٍ لمطالبهما، ثم بعد الاستماع والفهم لكلام الله وكلام رسوله يتجه المسلم إلى العمل بهما والاستجابة لمطالبهما، وإلا فإن الاستماع والفهم من غير عملٍ يكونان حجة على صاحبهما يوم القيامة، قال الله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ [المؤمنون: 105]، وقال تعالى: ﴿بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَٰتِي فَكَذَّبۡتَ بِهَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [الزمر: 59].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد