×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 إن الاستجابة لا تكون إلا بعد سماع دعوةٍ، والله قد دعانا في كتابه وعلى لسان رسوله، فهو سبحانه يدعو إلى دار السلام: ﴿يَدۡعُوكُمۡ لِيَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ [إبراهيم: 10].

ومن سمع دعوة الله وجب عليه أن يجيب.

﴿وَمَن لَّا يُجِبۡ دَاعِيَ ٱللَّهِ فَلَيۡسَ بِمُعۡجِزٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَيۡسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءُۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ [الأحقاف: 32].

من الناس من يرفض إجابة داعي الله بالكلية، وهؤلاء هم الكفار والمنافقون الذين قالوا سمعنا وعصينا، ومن الناس من يقبل ما يوافق هواه ويرفض ما خالفه، وهذا عبد لهواه، وليس عبد الله المتبع لنداء مولاه، قال تعالى: {فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [القصص: 50].

وهذا شبيهٌ بالذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضٍ، فتراه يُدعى إلى حضور صلاة الجماعة في المسجد فلا يجيب، تراه يُدعى إلى ترك الربا، والرشوة والمعاملات المحرمة ولا يفكر في تركها والابتعاد عنها، تراه يُؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر فلا يمتثل، مع أنه يتسمى بالدين، ويقول إنني من المسلمين، فهذا إن سلم من الكفر لم يسلم من الفسق والنفاق وسوء الأخلاق.

إن دعوة الله تبلغ كل مكلفٍ بطرقٍ متعددةٍ من طريق تلاوة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن طريق الدعاة إلى الله، ومن طريق الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. 


الشرح