فإياكم أن تردوا أمر
الله أول ما يأتيكم فيحال بينكم وبين قبوله، فإن الله يحول بين المرء وقلبه، ويقلب
القلوب حيث يشاء، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «يَا
مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، وقال: «إِنَّ
الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ
يَشَاءُ» ([1]).
عباد الله: يقول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱجۡتَنَبُواْ
ٱلطَّٰغُوتَ أَن يَعۡبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰۚ
فَبَشِّرۡ عِبَادِ ١٧ ٱلَّذِينَ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقَوۡلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحۡسَنَهُۥٓۚ
أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَىٰهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ
ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٨﴾ [الزمر: 17، 18].
إنه مطلوبٌ منا
الاستماع والاتباع، مطلوبٌ منا استماع كلام الله وكلام رسوله، فإن من لم يسمع
اليوم سيندم غدًا حين يقول الكفار: ﴿وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ
أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾ [الملك: 10].
مطلوبٌ منا استماع
الخطب والمحاضرات الدينية، مطلوبٌ منا حضور الدورات والندوات لنستمع ما يفيدنا
ونتفقه في ديننا، ومطلوبٌ منا استماع البرامج الدينية المفيدة التي تُذاع وتصل إلى
كل بيتٍ وإلى كل مكانٍ، ولكن الكثير منا لا يسمعون ولو سمعوا فإنهم لا يعقلون، إن
الأرض إذا لم ينزل عليها المطر ويصل إليها الماء ماتت، وكذلك القلوب إذا لم يصل
إليها الوحي والذكر عميت ومرضت وماتت.
وإذا كان الإنسان لا يحضر خطبةً ولا يسمع موعظةً ولا يتلو قرآنًا، ولا يقرأ حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فماذا ستكون حاله، ومن أين يفقه في دينه، وكيف يستجيب لله ولرسوله؟!
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2140)، وابن ماجه رقم (3834)، وأحمد رقم (12107).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد