رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه
من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
وفيه الحث على السعي
في طلب العلم وذلك بالسفر إلى أهله حيث كانوا وبحفظه وكتابته وتدوينه، فقد كان
السلف يرحلون المسافات الطويلة لطلب حديثٍ واحدٍ، فقد رحل أبو أيوب الأنصاري من
المدينة إلى مصر للقاء رجلٍ من الصحابة يروي عنه حديثًا عن النبي صلى الله عليه
وسلم لم يكن عنده، ورحل جابر بن عبد الله الأنصاري كذلك، وكان أحدهم يرحل إلى من
دونه في العلم والفضل لطلب شيءٍ من العلم عنده لم يبلغه، ويكفي في هذا ما قصه الله
تعالى من خبر موسى ورحيله مع فتاه لطلب العلم مع ما أعطاه الله من العلم واختصه من
التكليم وكتب له في التوراة من كل شيءٍ، ولما أخبره الله عن الخضر وأن عنده علمًا
يختص به سأل السبيل إلى لقائه ورحل في طلبه، كما قال تعالى: {وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبۡرَحُ حَتَّىٰٓ أَبۡلُغَ
مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ أَوۡ أَمۡضِيَ حُقُبٗا﴾ [الكهف: 60].
يعني: سنين عديدةً،
ثم إنه لما لقيه قال: {قَالَ
لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدٗا﴾ [الكهف: 66].
فلو استغنى أحدٌ عن
الرحلة في طلب العلم لاستغنى موسى عليه السلام، وقد أمر الله نبيه محمدًا صلى الله
عليه وسلم أن يسأله المزيد من العلم، قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا} [طه: 114]، فلم
يسأل ربه الزيادة من شيءٍ إلا من العلم.
ومهما بلغ الإنسان من العلم فهناك من هو أعلم منه، قال تعالى: {وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ} [يوسف: 76].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد