قال الحسن البصري
رحمه الله: ليس عالمٌ إلا فوقه عالمٌ حتى ينتهي إلى الله عز وجل.، وفي حديث أبي
الدرداء دليلٌ على أن الجنة لا يوصل إليها إلا بالعلم النافع والعمل الصالح، فمن
طلب الجنة بذلك فقد طلبه من أيسر الطرق وأسهلها.
ومن سلك طريقًا يظنه
طريق الجنة بغير علمٍ، فقد سلك أعسر الطرق وأشقها، ولا يصل إلى مقصده مع تحمله
المشاق، فلا طريق إلى معرفة الله وإلى الوصول إلى رضوانه والفوز بقربه ومجاورته في
الآخرة إلا بالعلم النافع الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، فهو الدليل عليه،
وبه يُهتدَى في ظلمات الجهل والشبهات والشكوك، وقد سمى الله كتابه نورًا يُهتدَى
به في الظلمات، قال الله تعالى: {يَٰٓأَهۡلَ
ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرٗا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ ١٥ يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ
وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ
إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ١٦} [المائدة: 15، 16].
وفي حديث أبي
الدرداء أيضًا: أن العلم الذي يمدح أهله ويسمون العلماء حقيقة هو العلم الشرعي
الذي جاءت به الرسل، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ
وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَْنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ
دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»
([1]).
فكل مدحٍ وثناءٍ جاء في الكتاب والسنة للعلم والعلماء فالمراد به علم الأنبياء وحملته من المؤمنين العاملين به، قال تعالى: {شَهِدَ ٱللَّهُ
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3641)، والترمذي رقم (2682)، وابن ماجه رقم (223).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد