×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ [آل عمران: 18]، وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ [فاطر: 28]، وقال تعالى: {هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ} [الزمر: 9]، وقال تعالى: {يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ [المجادلة: 11].

وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم من حمل العلم الذي جاء به بالنجوم التي يُهتَدى بها في الظلمات، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَثَلَ الْعُلَمَاءِ فِي الأَْرْضِ كَمَثَلِ النُّجُومِ فِي السَّمَاءِ، يُهْتَدَى بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فَإِذَا انْطَمَسَتِ النُّجُومُ أَوْشَكَ أَنْ تَضِلَّ الْهُدَاةُ» ([1])، رواه الإمام أحمد في «المسند».

قال الحافظ ابن رجبٍ رحمه الله وهذا مثلٌ في غاية المطابقة لأن طريق التوحيد والعلم بالله وأحكامه وثوابه وعقابه لا يُدرَك بالحس، إنما يعرف بالدليل، وقد بيَّن الله ذلك كله في كتابه وعلى لسان رسوله، فالعلماء بما أنزل الله على رسوله هم الأدلاء الذين يُهتدى بهم في ظلمات الجهل والشبه والضلال، فإذا فُقِدوا ضل السالك، وقد شبه العلماء بالنجوم. والنجوم فيها ثلاث فوائد:

يُهتَدى بها في الظلمات، وهي زينةٌ للسماء، ورجومٌ للشياطين الذين يسترقون السمع.

والعلماء في الأرض تجتمع فيهم هذه الأوصاف الثلاثة: بهم يُهتَدى في الظلمات، وهم زينةٌ للأرض، وهم رجومً للشياطين الذين يخلطون الحق بالباطل ويُدخِلُون في الدين ما ليس منه.

وما دام العلم باقيًا في الأرض فالناس في هدىً، وبقاء العلم ببقاء حملته، فإذا ذهب حملته وقع الناس في الضلال، كما في الحديث


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (12600).