وتفسير القرآن بغير
هذه الأنواع الأربعة لا يجوز، فتفسيره بالنظريات الحديثة من أقوال الأطباء
والجغرافيين والفلكيين وأصحاب المركبات الفضائية باطلٌ لا يجوز، لأن هذا تفسيرٌ
للقرآن بالرأي، وهو حرامٌ شديد التحريم لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ
قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» ([1])، رواه ابن جريرٍ
والترمذي والنسائي، وفي لفظٍ: «مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ
فَقَدْ أَخْطَأَ» ([2]).
قال ابن كثير: لأنه
قد تكلف ما لا علم له به وسلك غير ما أُمِر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر
لكان قد أخطأ، لأنه لم يأت الأمر من بابه والله أعلم. هذا مع أن النظريات تتغير من
حينٍ لآخر؛ لأنها اجتهادٌ بشريٌ يخطئ كثيرًا، والقرآن حقٌ لا يتغير.
فلنحذر يا عباد
الله: من هذا العمل ولا نتجرأ على تفسير كلام الله بغير علم، قال أبو بكر
الصديق رضي الله عنه: أي أرضٍ تُقِلُّني، وأي سماءٍ تُظلُّني إذا قلت في كتاب الله
ما لا أعلم، وقال تعالى: {وَلَا
تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ﴾ [الإسراء: 36].
فلنتق الله عز وجل ولا
نفسر كلامه العظيم بما لا علم لنا به، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا
بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ
مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
*****
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2951).
الصفحة 7 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد