لا كبيرة مع استغفار
ولا صغيرة مع إصرار، ويتضمن هذه الأقسام الثلاثة قوله تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ
إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ
ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ﴾ [الحجرات: 7].
فالمؤمن يكره السيئة
بجميع أنواعها، وفي الحديث: «مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ
سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ» ([1]).
فالمؤمن تسره
الحسنة؛ لأنها محبوبة لله تعالى: والمؤمن يحب ما يحبه ربه، ولأنها تقربه من الله
فيكثر من الحسنات ويكره السيئة لأن الله يكرهها، والمؤمن يكره ما يكرهه الله، ولأن
السيئة تبعده عن الله، وإذا كره السيئة حمله ذلك على تركها والتوبة منها، وهذا
بخلاف الكافر والمنافق، فإن كلاً منهما يكره الطاعة ويفرح بالمعصية، كما قال
تعالى: ﴿أَفَمَن
زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن
يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ﴾ [فاطر: 8]، وكما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامٗا وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامٗا لِّيُوَاطُِٔواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا
حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي
ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [التوبة: 37].
فاتقوا الله عباد
الله، وأكثروا من الحسنات، وتوبوا من جميع السيئات لعلكم ترحمون.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿مَن
جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ
فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [الأنعام: 160].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
*****
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2165)، وأحمد رقم (114).
الصفحة 6 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد