×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

القسم الثاني من أقسام السيئة: سيئة الكفر، وهو الجحود والخروج من الدين وهو نوعان:

كفرٌ أصلي: وهو الذي لا يدين صاحبه بدينٍ صحيحٍ، وكفر ردة: وهو الذي كان صاحبه على دين الإسلام ثم خرج منه بارتكاب ناقضٍ من نواقض الإسلام كأن يستهزئ بالدين أو بالرسول، أو يسب الدين أو الرسول، أو يتعلم السحر أو يعلمه، أو يجعل علم الغيب أو يصدق من يدعي ذلك، أو يدعي النبوة أو يصدق من يدعيها أو يرى أن حكم غير الله أحسن من حكم الله، أو غير ذلك من أسباب الردة.

القسم الثالث من أقسام السيئة: سيئة الفسوق، وهو المعاصي التي دون الشرك والكفر، وذلك بفعل شيءٍ من كبائر الذنوب، كالزنا، والسرقة، وشرب المسكرات، وتعاطي المخدرات، وقذف المحصنات، وغير ذلك مما رتب عليه حدٌ في الدنيا، أو وعيدٌ في الآخرة، أو لعن فاعله، أو توعد بالغضب أو النار، والكبائر كثيرةٌ، ومنها: الغيبة والنميمة، وشهادة الزور، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم.

والقسم الرابع من أقسام السيئة: سيئة المعاصي، التي هي دون الكبائر، وهي ما يسمى بالصغائر، ويسمى باللمم، وهي خطيرةٌ، لأن الإنسان قد يتساهل فيها، وهي إذا تجمعت على الإنسان تهلكه، وفي الحديث: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللَّهِ طَالِبًا» ([1]) وقد قال بعض السلف: إن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة، وقالوا:


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4243)، والدارمي رقم (2768)، وابن حبان رقم (5567).