· وكما أن الحسنات أقسامٌ، فالسيئات أقسامٌ كذلك:
وأعظم أقسام السيئات:
سيئة الشرك: وقد قال
بعض المفسرين في هذه الآية: ﴿وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ﴾ [النمل: 90].
إن المراد بها سيئة
الشرك، كما قال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ
مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ
ٱلنَّارُۖ﴾ [المائدة: 72]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ
ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
وعن ابن مسعودٍ رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَدْعُو
مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَل النَّارَ» ([1])، رواه البخاري..
فدل ذلك على أن
الشرك أعظم الذنوب، لأن الله تعالى أخبر أنه لا يغفره لمن لم يتب منه، وأن الله
حَرَّمَ الجنة على المشرك وجعل النار مأواه ومصيره خالدًا فيها، وذلك مما يوجب على
المسلم شدة الخوف من الوقوع في الشرك، وبعض الناس قد يقع في الشرك لتحصيل بعض الأغراض،
كأن يذبح للجن، أو يفعل شيئًا من أنواع السحر لأجل العلاج وشفاء المرض، أو يسأل
الكهان عن بعض الأشياء الغائبة ويصدقهم فيما يقولون..
ومن المنتسبين إلى الإسلام من يستغيث بالأموات ويطلب منهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات، وهؤلاء قد أتوا بما يخرجهم من الإسلام، ويلحقهم بعبدة الأصنام، وأتوا بالسيئة التي لا تنفع معها طاعةٌ ولا تصح معها عبادةٌ إلا أن يتوبوا إلى الله تعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4497).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد