وعن معاذ بن جبلٍ
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لاَ
يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([1]) وهذه الحسنة قد
يُكَفِّر الله بها جميع السيئات، كما روى الترمذي عن أنسٍ رضي الله عنه سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله تعالى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ
أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَْرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي
شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» ([2]).
قال العلامة ابن
القيم في معنى هذا الحديث: ويعفى لأهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك ما لا
يعفى لمن ليس كذلك، فلو لقي- الموحد الذي لم يشرك بالله شيئًا البتة- ربه بقراب
الأرض خطايا أتاه بقرابها مغفرةً، ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده، فإن التوحيد
الخالص الذي لا يشوبه شركٌ لا يبقى معه ذنبٌ، لأنه يتضمن من محبة الله وإجلاله
وتعظيمه وخوفه ورجائه، ما يوجب غسل الذنوب ولو كانت قراب الأرض، فالنجاسة عارضةٌ
والدافع لها قوى.
والقسم الثاني بعد
حسنة التوحيد: الحسنات المفروضة، كالصلوات الخمس والزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله
الحرام وسائر الحسنات الواجبة، كبر الوالدين وصلة الأرحام وإكرام الضيف والجار إلى
غير ذلك من فعل ما أمر الله به ورسوله.
والقسم الثالث: الحسنات المستحبة، من فعل نوافل العبادات، فإنها تكمل بها الواجبات، وتُرْفَع بها الدرجات.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (129).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد