ويدل هذا الحديث
أيضًا على مشروعية دعاء الأولاد لآبائهم مع دعائهم لأنفسهم في الصلوات وخارجها،
وهذا من البر الذي يبقى بعد وفاة الآباء.
وهذه الأمور
المذكورة في هذا الحديث هي مضمون قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ﴾ [يس: 12].
فما قدموا: هو ما باشروا فعله
في حياتهم من الأعمال الحسنة والسيئة، وآثارهم: ما ترتب على أعمالهم بعد موتهم من
خير أو شر.
· وما يصل إلى العبد من آثار عمله
بعد موته ثلاثة أشياء:
الأول: أمور عملها غيره
بعد موته: بسببه وبدعايته وتوجيهه إليها قبل موته.
الثاني: أمور انتفع بها
الغير من مشاريع نافعة أقامها الميت قبل موته، أو أوقاف أوقفها في حياته.
الثالث: أمور عملها الحي وأهداها إلى الميت من دعاء وصدقة وغير ذلك من أعمال البر، روى ابن ماجه: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا نَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لاِبْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهَرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، تَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ» ([1])، فاحرصوا رحمكم الله على بذل الأسباب النافعة وتقديم الأعمال النافعة التي يستمر نفعها ويجري عليكم أجرها بعد وفاتكم.
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (242).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد