×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

ثالثًا: الولد الصالح: من ذكر وأنثى، وولد الصلب، والأولاد يجري نفعهم لآبائهم بدعواتهم الصالحة المستجابة لآبائهم، وبصدقاتهم عنهم، وحجهم لهم، وحتى دعاء من أحسن إليهم، هؤلاء الأولاد من الناس فكثيرًا ما يقول الناس للمحسنين رحم الله آباءكم وغفر لهم، وفي هذا حث على التزوج لطلب الأولاد الصالحين، ونهي عن كراهية كثرة الأولاد، فإن بعض الناس قد تأثر بالدعايات المضللة، فصار يكره كثرة الأولاد ويحاول تحديد النسل، أو يدعو إليه، وهذا من جهلهم بأمور دينهم، ومن جهلهم بالعواقب، ومن ضعف إيمانهم.

وفي هذا الحديث أيضًا الحث على تربية الأولاد على الصلاح وتنشئتهم على الدين والصلاح ليكونوا خلفًا صالحًا لآبائهم يدعون لهم بعد موتهم ويستمر نفعهم بعد انقطاع أعمالهم، وكثير من الناس اليوم قد أهمل هذا الجانب فلم يهتم بتربية أولاده، وإنما يهتم بِشأن دنياه ويهتم بجمع الدراهم التي لا تبقى له ولا يبقى لها، يرى أولاده على الفساد ولا يحاول إصلاحهم، يراهم يفعلون المحرمات ويتركون الواجبات، يضيعون الصلاة فلا يأمرهم ولا ينهاهم، يراهم يهيمون في الشوارع ويجلسون مع الأشرار، وربما يذهبون إلى أمكنة الفساد ولا يهمه ذلك، ولا يلقي له بالاً بينما لو أتلفوا شيئًا من ماله أو نقصوا شيئًا من دنياه لكان منه الرجل الحازم والمؤدب الشجاع، والبطل المغوار يغار لدنياه، ولا يغار على دينه، يهتم بإصلاح ماله، ولا يهتم بصلاح أولاده، أنه بسبب ذلك شاع العقوق وكثرت القطيعة بين كثير من الآباء وأولادهم في حياتهم، فكيف بعد مماتهم، فاتقوا الله أيها الآباء في أولادكم ليكونوا ذخرًا لكم ولا يكونوا خسارة عليكم، واعلموا أن صلاح الأولاد لا يأتي عفوًا بدون بذل أسباب وصبر واحتساب.


الشرح