×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

أين الحياء ممن ضيعوا أولادهم في الشوارع يخالطون من شاءوا، ويصاحبون ما هب ودب من ذوي الأخلاق السيئة، أو يضايقون الناس في طرقاتهم، ويقفون بسياراتهم في وسط الشارع حتى يمنعوا المارة، أو يهددون حياتهم بالعبث بالسيارات وبما يسمونه بالتفحيط؟

أين الحياء من المدخن الذي ينفث الدخان من فمه في وجوه جلسائه ومَنْ حوله، فيخنق أنفاسهم ويقزز نفوسهم ويملأ مشامهم من نتنه ورائحته الكريهة؟

أين الحياء من الموظف الذي يستهتر بالمسؤولية، ويتعب المراجعين بحبس معاملاتهم؟ أين الحياء من التاجر الذي يخدع الزبائن ويغش السلع ويكذب على الناس؟

إن الذي حمل هؤلاء على النزول إلى هذه المستويات الهابطة هو ذهاب الحياء كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» ([1]) فاتقوا الله عباد الله وراقبوا الله في تصرفاتكم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ ١٢ وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦٓۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ١٣ أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ ١٤} [الملك: 12- 14].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

*****


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3484).