عباد الله: إن الشح والبخل
آفتان نفسيتان يمنعان من التصدق والإنفاق في سبيل الله، قال الله تعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ
نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الحشر: 9] وقال
تعالى: ﴿وَلَا
يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ
خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ
بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ} [آل عمران: 180].
وعن جابر رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ
الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ
أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ،
وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ» ([1])، رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي
الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَثَل البَخيل
وَالمُنْفِقِ، كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَديد مِنْ
ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا المُنْفِقُ فَلاَ يُنْفِقُ إِلاَّ
سَبَغَتْ - أَوْ وَفَرَتْ - عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ، وَتَعْفُو
أثرَهُ، وأمَّا البَخِيلُ، فَلاَ يُريدُ أنْ يُنْفِقَ شَيْئاً إِلاَّ لَزِقَتْ
كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا، فَهُوَ يُوسِّعُهَا فَلاَ تَتَّسِعُ» ([2]) متفق عليه.
والجُنَّةُ: الدرع، ومعناه أن
المنفق كلما أنفق توسع درعه، وطال حتى يضفي عليه كله، والمراد أن الجواد إذا هم
بالصدقة انفسح لها صدره، وطابت نفسه وتوسعت في الإنفاق، والبخيل إذا حدثها بها شحت
بها، فضاق صدره، وانقبضت يداه.
فاتقوا الله عباد الله، واحذروا الصفات المذمومة، واتصفوا بالصفات الحميدة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2447)، ومسلم رقم (2578) واللفظ له.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد