صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ
وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ
تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢٦٤} [البقرة: 263- 264].
أخبر سبحانه أن
الصدقة تبطل بالمن والأذى، وهي أن يفعل مع من تصدق عليه مكروهًا من الأقوال
والأفعال، فهذا يحبط به ثواب صدقته، لأن إثم المن والأذى لا يعطيه ثواب الصدقة،
وقد وردت الأحاديث بالنهي عن المن بالصدقة، منها ما في «صحيح مسلم» عن أبي ذر رضي
الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ لاَ
يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلاَ
يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: الْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى وَالْمُسْبِلُ
إِزَارَهُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ» ([1]).
ومن موانع قبول
الصدقة: أن يقصد بها الرياء والسمعة، قال تعالى: ﴿كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ
تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ ﴾ [البقرة: 264].
ورئاء الناس: مراءاتهم.
والمرائي: هو الذي يحب أن يرى الناس عمله، ويريد مدحهم وثناءهم عليه، ولا يريد ثواب الله، لأنه ليس في قلبه إيمان، وقد شبه الله قلبه بالحجر الأملس المغطى بالتراب، فيظن الرائي أنه إذا أصابه المطر أنبت كما تنبت الأرض الطيبة، ولكن المطر يزيل عنه التراب ويظهره على حقيقته حجرًا لا يقبل الإنبات، وهكذا قلب المرائي الذي لا إيمان فيه، فأعماله ونفقاته باطلة لا أصل لها تؤسس عليه.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (106).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد