ومعنى الحديث: أن من
فعل هذه الخصال الخمس فقد اتصف بالفطرة التي فطر الله العباد عليها، وحثهم على
فعلها، لما فيها من جمال المظهر وحسن الهيئة ونظافة الجسم.
والفطرة: هي السنة القديمة
التي اختارها الأنبياء، واتفقت عليها الشرائع، وأول هذه الخصال الاستحداد: وهو حلق
العانة أو إزالتها بأي مادة مزيلة، لما في بقائها من التشويه وتراكم الأوساخ.
والثانية من خصال
الفطرة الختان: وهو قطع جميع الجلدة التي تغطي حشفة الذكر وإزالتها، والمقصود من الختان:
تطهير الإنسان من النجاسة التي تتجمع تحت القلفة لو بقيت، ويستحب المبادرة بختان
الصبي، لأنه أسرع في البرء، ولينشأ الطفل على أكمل الأحوال.
والثالثة من خصال
الفطرة: قص الشارب أو إحفاؤه وهو المبالغة في أخذه، وفي الحديث: «مَنْ لَمْ
يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا» ([1])، رواه أحمد
والنسائي والترمذي، وقال: حديث صحيح، ومنه السبالان: وهما طرفا الشارب، فلا تجوز
إطالتهما كما يفعل بعض الجهال، فقد روى الإمام أحمد وغيره: قصوا سبالاتكم ولا
تشبهوا باليهود.
وقد ذكر العلماء من فوائد أخذ الشارب: عدم التشبه باليهود والمجوس، وحصول النظافة عند الأكل والشرب، لأن الشارب الطويل يعلق به شيء من الطعام والشراب فيتسخ بذلك، وربما ينغمس في الشراب فيكرهه غيره، وأيضًا قد يتسرب شيء من الأنف، فيتلبد على الشارب، ولا يخفى ما في ذلك من الكراهة والتشويه.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2761)،،أحمد رقم (19263).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد