وجاء في الأحاديث
الصحيحة أن من خصال الفطرة إعفاء اللحية، وهو توفيرها، ففي الصحيحين «خَالِفُوا
الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ» ([1]).
وفي رواية: «وَأَوْفُوا
اللِّحَى» ([2]) أي: اتركوها
وافيةً، وبعض الناس اليوم ابتلوا بمخالفة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
ومخالفة سنته في اللحى والشوارب، فبعضهم يوفر الشارب ويحلق اللحية وهذا الفعل فيه
معاكسة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث وفر ما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم
بأخذه وإزالته، وأزال ما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإبقائه وتوفيره، فحلق
لحيته وأبقى شاربه تقليدًا للمشركين ومخالفة لسنة سيد المرسلين، وذلك لأن الشيطان
زين له سوء عمله فرآه حسنًا، بل لقد بلغ الأمر أن بعض الأنظمة في بعض الدول
الإسلامية تفرض على منسوبيها حلق لحاهم ومعاقبة من يوفرون لحاهم بطردهم من الخدمة
الوظيفية.
ومن الناس من يقص
لحيته ولا يبقي منها إلا شيئًا يسيرًا، وهذا يخالف ما أمر به الرسول صلى الله عليه
وسلم من توفيرها وإعفائها، فإن معنى ذلك إبقاؤها كاملةً من غير تعرض لها بقص أو
نتف، ولكن الشيطان لما لم يدرك منه إزالتها بالكلية اكتفى منه بإزالة بعضها، لأنه
يريد منه مخالفة السنة على أي وجه.
ومن الناس من ابتلي بصبغ لحيته بالسواد، وهذا محرم، وعليه وعيد شديد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصبغ بالسواد في أحاديث صحيحة، وقد روى أبو داود، والنسائي وصححه ابن حبان، والحاكم،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5553).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد