×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

وفي الآية بيان تيسير الله لعباده ورفع الحرج عنهم فيما شرعه لهم من الطهارة بالماء أو التراب عند عدم وجود الماء، أو العجز عن استعماله، وأنه سبحانه وتعالى يريد أن يطهركم من الحدث والنجاسة، ومن الذنوب والأخلاق الذميمة، ﴿يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمۡ وَلِيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ [المائدة: 6] بالترخيص لكم بالتيمم بدلاً من الطهارة بالماء عند تعذُّرها ﴿لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [المائدة: 6] فيجب شكر الله على نعمته وتيسيره، ورفعه للحرج عنكم، وذلك بالثناء عليه سبحانه والاعتراف بفضله والقيام بطاعته.

وفي الآية الكريمة بيان أعضاء الوضوء، وهي الوجه واليدان والرأس والرجلان، وأن الفرض في الوجه واليدين والرجلين الغسل، والفرض في الرأس المسح بكامله، وأنه في الحدث الأكبر، وهو الجنابة ونحوها يجب غسل جميع البدن، وأما صفة التيمم بالتراب فقد بينتها السنة النبوية، وذلك بأن يضرب بيديه على تراب طهور له غبار يعلق باليد، ويمسح بهما وجهه وكفيه، ومثل التراب ما كان عليه غبار طاهر من فراش أو جدار ونحوهما، فإن لم يكن على الفراش أو الجدار ونحوهما غبار فإنه لا يجزئ التيمم بالضرب عليه.

عباد الله: وصفة الوضوء أن ينوي بقلبه، رفع الحدث، ثم يقول: بسم الله، ثم يغسل كفيه ثلاث مرات، ثم يتمضمض ثلاث مرات، ويستنشق ثلاث مرات، ويبالغ في المضمضة بأن يدير الماء إلى أقصى فمه، ويبالغ في الاستنشاق بأن يجتذب الماء إلى أقصى أنفه، إلا أن يكون صائمًا، فإنه لا يبالغ في المضمضة والاستنشاق خشية أن يذهب الماء إلى حلقه، ثم يغسل وجهه من منابت الرأس المعتاد إلى ما انحدر من اللحيين والذقن طولاً، ومن الأذن إلى الأذن عرضًا، واللحية من


الشرح